الجمعة، 13 ديسمبر 2013

زوال دولة الخوارج

زوال دولة الخوارج


كما كنا نتوقع لقد بدأ زوال دولة الخوارج من مصر ما أرادها أحد بسوء إلا وأهلكه الله، لقد سار الخوارج على خُطى أسلافهم.. ما ظهروا على السطح فى عصر من عصور دولة الإسلام إلا وكانوا ثلمةً فى سيفها وعنصر من عناصر ضعفها، لأن هذا التيار هو وتيار الشيعة الباب الذى تُمزَّق منه الأمة، فالحمد لله الذى أزال دولتهم سريعاً

إن القضاء على فكر الخوارج يكون من داخل الأزهر منارة العلم والشريعة والتصوف الإسلامى الذى هو منارة الأخلاق والقيم، فقد حفظ الأزهر الثقافة الإسلامية لأكثر من عشرة قرون وحفظ التصوف الوسطية الإسلامية لأكثر من أربعة عشر قرناً منذ فجر الإسلام منذ أن كان الليث بن سعد فقيه مصر وعالمها الذى تتلمذ على يديه الإمام الشافعى والذى شهد بغزارة علم وفقه عالم الكنانة حتى قال عنه" وجدت الليث أفقه من مالك" فغيَّر على يديه مذهبه من المذهب القديم إلى المذهب الجديد الذى كتبه فى مصر بعد أن التقى الإمام الليث، ورغم أن الدولة الشيعية الفاطمية الإسماعيلية حكمت مصر فترة طويلة من الزمن ومع هذا لم تتشيع مصر بفضل التصوف، ثم جاء الأزهر والذى بناه الفاطميون ليرسخ الوسطية الإسلامية التى نشرها التصوف فى مصر حتى أنه لم يتولى مشيخة الأزهر على طول زمانها إلا مشايخ ينتمون إلى التصوف، فكانت فى علومها لمسة روحية من السماء كأنما علومها غضةً طرية، وهكذا مزج الأزهر بالتصوف العلم الشرعى بالعلم التربوى الأخلاقى والتهذيب النفسى الذى يعلمه التصوف فسار العلم والعمل متلازمان، لذلك قال الإمام الشافعى " من تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ومن تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ومن جمع بينهما فقد تحقق" وقد كان للأزهريين الصوفيين دور كبير فى ثورة مصر ضد حكم الخوارج ، فقد نوروا للناس الطريق بين الحق والشريعة السمحة بعد أن صنع الخوارج لغطاً وتشويشاً كبيراً بخصوص الدين، فكانوا خير المدافعين عن الإسلام وخير المدافعين عن حقوق هذا الشعب من الطغاة والظالمين من حكام دولة الخوارج، فعرف الناس دور الأزهر فى هذا الوقت العصيب، وإن كانت قيادة الأزهر تمارس دور الحياد ـ وإن كان لا يوجد حيادٌ فى العقيدة مع من يكفر الأزهر والأزهريين والصوفيين، بل والشعب جميعه ـ ويجب أن يكون للأزهر فى الفترة القادمة دور فى محاربة هذا الفكر فى المجتمع حتى ينحصر ويتلاشى، ولكن هذا لا يتم إلا إذا كانت قيادة الأزهر واعية لهذا الدور ومحاربة هذا الفكر من داخل المؤسسة الأزهرية والتى أصبح ينخر فيها كالسوس حتى تشفى الأمة من هذا المرض العضال الذى نشر النفاق فأصبح التدين ظاهر رغم أن التدين هو فى القلب ويسطع نوره على الجوارح فى العمل وحسن معاملة الناس، فهؤلاء الخوارج لم نرى أسوء منهم فى المعاملة، لقد كان دور الأزهريين ـ بعيداً عن المؤسسة ـ دوراً حاسماً فى حسم الصراع الذى قامت به التيارت الإسلامية أمثال الصحوة الأزهرية الصوفية وحركة أزهريون مع الدولة المدنية وحركة استقلال الأزهر التى صبت فى صالح الوطن فكان دورها رائداً على المستوى الشعبى كالصحوة الأزهرية الصوفية التى قامت بجهدٍ كبير فى شرح المفاهيم وتوضيح الصورة فى جميع المحافظات والمدن حتى النجوع والقرى وقام الأزهريون المنتمون إليها بدور رائع فى هذا السياق ولعب هذا دوراً حاسماً فى حسم الثورة لصالح الشعب فى 30 يونيو مما كان له أبلغ الأثر فى نجاح هذه الثورة وحسم الشعب بخياراته بإزاحة حكم الخوارج، وقد حسمنا خيارنا منذ بداية ثورة يناير بأننا نحن الأزهريون لسنا على الحياد كما يدعى شيخ الأزهر، فنحن مع الشعب ومع الحق ولم نلاين هذه التيارات التى تكفر الأزهر والأزهريين بل كنا سيفاً قاطعاً بين الناس، بل كان الناس يحتفلون بنا ونحن ننزل بالزى الأزهرى فى ميدان التحرير أو فى الإتحادية وكانوا يولون لنا ثقة كبيرة نحن الأزهريون، فكان جميع الأزهريون يتكاتفون يداً واحدة، وقد عانينا فى هذه الفترة العصيبة من عمر الوطن من ضعف المؤسسة والتى كانت تخرج بعض البيانات على استحياء جتى كان يسألنا الناس والثوار فى التحرير عن شيخ الأزهر ودوره وعن الأزهريين فكنا نرد عليهم بأن المؤسسة قد تكون تتعرض لضغوط ولكن نحن الأزهريون بينهم وندافع عنهم وفى مقدمة الصفوف ضد هذه الجماعات المتأسلمة وسوف يكن إن شاء الله فى الفترة القادمة لنا دور رائد فى كافة أنحاء الجمهورية لمحاربة هذا الفكر الضال .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق